مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائهنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائهنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الكوكب المراكشي
إهداء Emptyالثلاثاء 31 مايو 2011 - 3:59 من طرف crazy-boy

» واحده واحده
إهداء Emptyالأربعاء 18 أغسطس 2010 - 8:32 من طرف crazy-boy

» أفضل الساندويتشات++
إهداء Emptyالخميس 5 أغسطس 2010 - 7:35 من طرف crazy-boy

» أفضل الساندويتشات+
إهداء Emptyالخميس 5 أغسطس 2010 - 7:33 من طرف crazy-boy

» أفضل الساندويتشات
إهداء Emptyالخميس 5 أغسطس 2010 - 7:32 من طرف crazy-boy

» The Karate Kid 2010 R6 DVDRIP
إهداء Emptyالثلاثاء 3 أغسطس 2010 - 10:53 من طرف crazy-boy

» The Losers 2010
إهداء Emptyالثلاثاء 3 أغسطس 2010 - 10:52 من طرف crazy-boy

» Knight and Day 2010 TS HQ
إهداء Emptyالثلاثاء 3 أغسطس 2010 - 10:49 من طرف crazy-boy

» the last airbender
إهداء Emptyالثلاثاء 3 أغسطس 2010 - 10:47 من طرف crazy-boy

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية


إهداء

اذهب الى الأسفل

إهداء Empty إهداء

مُساهمة من طرف crazy-boy السبت 7 نوفمبر 2009 - 12:30

إهداء لجدي الفقيه الهاشمي بن علي العلالي الفراوي المزكلدي
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على اشرف المرسلين ومن تبعهم بالإحسان ليوم الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وقال من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا للجنة
تلوم علي إن رحت للعلم طالبا ___ واجمع من علم الرواة فنونه
فيا لأمي دعني أغالي بمهجتي____ فقيمة كل الناس ما يحسنونه
أثناء بحثي في بعض ما تركه جدي المرحوم الفقيه الهاشمي بن علي العلالي الفراوي المزكلدي وجدت بعض الوثائق والمجلدات التي تعود لأزيد من مئة سنة فيزيد تحوي علوما مختلفة من علوم الفقه وعلوم القران والنحو والإعراب واللغة العربية بكل فنونها , فكان الدافع قويا لفتح هذا البحث للغوص في طريقة وفن التدريس عند الفقهاء بجهة بني مزكلدة وردا واجبا لهؤلاء الفقهاء الذين أصبحوا طي النسيان وما عادت العقول تتذكر شخصياتهم وما خلفوه من علم وطلبة ,ومساهمتهم في بناء الفكر الإسلامي من خلال نشر العلوم الشرعية واللغوية في مدا شرهم وكنا نتمنى أن تسمى بعض المدارس الابتدائية بمناطق بني مزكلدة بأسماء بعض العلماء والفقهاء حتى يتسنى للتلاميذ بهذه المد اشر معرفة أجدادهم من علماء وفطاحل العلوم الشرعية واللغوية فتنهض هممهم بهذا الصرح العظيم من العلماء والفقهاء وما عرفوا به من صيت واسع بين أهل العلم في عصرهم, وسنحاول أن شاء الله الإشارة لمنهج التدريس بالمعاهد الدينية حديثا للخروج بمقارنة من حصيلة التعلم في مرحلة الماضي والحاضر واستقراء هذه التجربة من البحث في أغوار الماضي التعليمي للعلوم الدينية بمنطقة بني مزكلدة التي أخرجت من العلماء والفقهاء وطلبة العلم ما نراه اليوم قد قل عددهم بهذه المد اشر وغاب علمهم عند كثير من الشباب وانشغالهم بأمور الدنيا وعدم اهتمامهم بإرث أجدادهم وأسلافهم من علماء وفقهاء بني مزكلدة,
تعريف بالفقيه الراحل الهاشمي بن علي العلالي الفراوي المزكلدي رحمه الله
إهداء 1

الفقيه الهاشمي بن علي العلالي الفراوي المزكلدي ولد سنة 1904ميلادية وتوفي سنة1981ميلاديةعرف بورعه وتقواه وتميز بفهم لعلوم فقهية عدة في علوم القران والفقه وأصوله على النهج التعليمي القديم للمدرسة القديمة التي تعتمد في تدريسها منهج الحفظ والتحصيل من أفواه الرجال و اخرج هذا المنهج العتيق فطاحل اللغة العربية والبيان وفن الخطابة والعلوم الفقهية والقرآنية واشتغل في التدريس بالطريقة التقليدية من خلال الحلقة بمسجد بمدشر فراوة و حناتة الموجود جهة ابن مزكلدة التابعة لجهة قيادة تروال ناحية مدينة وزان العتيقة,كما اشتعل فقيها للمسجد وعرف في منطقة بني مزكلدة حيث كان يقصده طلبة العلم من مداشر مجاورة وبعض المناطق من المغرب وخصوصا جهة الشمال للاخد منه وتعلم علومه وكذلك يقصده بعض سكان المداشر لحل مشاكلهم العامة والحياتية أو تقسيم التركة ,درس الفقيه رحمه الله على يد الشيخ الفقيه محمد بن العربي المساري البقالي دوار ولاد بن سبيكة _ الهباجين
وهنا نعرض بعض من الوثائق التي وجدتها بخط يده وكتب ومجلدات تبين اهتمام الفقيه الراحل رحمه الله بالمسائل الفقهية والعقائدية وأخرى ترتبط بعلوم اللغة العربية وفنونها وذلك وفق طريقة اشتغل بها الطلاب في القدم وهي الاخد من بعض ماكتبه أهل العلم ومن فتح الله عليهم بنظم هي على شكل قصائد يسهل حفظها والتعامل معها بأسلوب شعري وشرح مختزل من خلال أمثلة توضح بيان القصد من قاعدة أو مسألة فقهية أو نحوية لغوية كالاجرومية وألفية ابن مالك وبن عاشر ومتن الإمام الجليل أبي المودة خليل رحمهم الله أجمعين وغيرهم الكثير .... حيث يشتعل الطالب من سن الطفولة على حفظ القران بالطريقة التقليدية فيكتب الشيخ أو الفقيه للطفل بعضا من القران الكريم على لوح خشبي بعد أن قام الطالب بتجهيزه بواسطة الصلصال وهو حجر يطلى به اللوح حتى يتمكن الشيخ من الكتابة عليه بواسطة الصمغ وهي مادة تصنع من الصوف بعد حرقه وخلطه مع بعض الماء حتى يصبح سائلا وبعد ذلك يقوم بعض الطلبة القدامى بصنع أقلام من القصب ليكتب الشيخ بقلم من قصب على اللوح وذلك وفق الرسم العثماني الموجود بالمصحف وهنا نقف على رسم الخط الذي كان معروفا بين أهل العلم في تلك المرحلة التاريخية وبعض الصور لمراجع وكتب وثائق عمرها تقريبا 122 سنة.
إهداء PICT0006
خطبة الجمعة للفقيه الهاشمي بن علي الفراوي المزكلدي
إهداء PICT0025
بعض الفتاوي بخط يد جدي الفقيه الهاشمي بن علي العلالي الفراوي المزكلدي
إهداء PICT0003
الطبعة الاولى بالمطبعة الاميرية ببولاق مصر المحمية
سنة 1306هجرية
عمر هذا الكتاب الذي يحتفظ به والدي 122سنة
إهداء PICT0005
الجزء الاول
من حاشية سيدي محمد بن احمد بن محمد ابن يوسف الرهوني على شرح
الشيخ عبد الباقي الزرقاني رحمه الله لمتن الامام الجليل ابو المودة
خليل رحم الله الجميع
_ اهتمام قبيلة بني مزكلدة بالعلم والفقهاء ومنزلة اهل العلم بالقبيلة
عرف المزكلديون بتعلقهم بالعلم والمعرفة والسعي للتعلم على يد الفقهاء حتى كان لا يخلوا بيتا من فقيه أو طالب علم وكان من العار أن لا يوجد بكل بيت طالب علم أو فقيه وليس الشرط في التعلم بالمسجد قديما أن تتوفر الأسرة على ثروة إنما من السهل أن تحمل طفلك للمسجد ليدرس مع باقي أقرانه وما عليك إلا توفير اللوح وهو الوسيلة التعليمية الوحيدة التي عرفت في تلك المرحلة من التعليم بالمساجد العتيقة , وهي رغبة شخصية ذاتية تنبع من أهل المنطقة. وها نحن اليوم نتكلم عن تعميم التعليم وأقول أن التعميم ليس بالإجبار إنما هو وازع نفسي وذاتي يدفع الفرد نحو التعلم رغبة في التفقه وعملا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا للتفقه في العلوم لأنها اصل الرقي والتطور وبالتفقه في الدين نعرف الحلال و الحرام فتستقيم الأمة على شرع الله وتلتزم حدود الشرع و هذا هو الدافع الأساسي الذي يشغل الآباء في تلك المرحلة التاريخية . فرغم قسوة العيش في منطقة قروية انعدمت فيها كل وسائل الحضارة ألا أن أهلها كانوا أهل صبر يتحلون بالقناعة بسطاء في معيشتهم لا يعرفون التصنع ويتطبعون بطابع أهل البادية ,يعملون في مجال الفلاحة المعاشية ورعي الماشية ومع وعورة المسالك والتضاريس إلا أن أهلها تميزوا بطبع الكرم والتعالي عن هذه الظروف بالعلم والتفقه في الدين.وما إن تجلس في مجالسهم حتى تسمع حديثهم عن أبنائهم وما وصلوا إليه من حفظ للقران ففلان أكمل السلكة الأولى وفلان في السلكة الثانية وهكذا يكون التنافس في العلم وليس ما يفعل اليوم بعض الإباء سامحهم الله ما تسمع منهم إلا ابني يتقن الرقص أو الغناء أو شارك في مسابقة للغناء وصدق من قال لا ينال العلم حتى يذاق فيه طعم الفقر قال سحنون نفقة درهم في العلم أفضل من عشرين ألفا في سبيل الله تعالى اه فحسن نية الآباء في تعليم أبنائهم دليل على إيمانهم بان العلم طريق نحو الفلاح وليس الشرط في تعليم أبنائهم أن تكون الأسرة تتوفر على المال الوفير والعيش الرغيد , بل كان أهل المدشر يستقبلون الطلبة الوافدون من قبائل ومد اشر أخرى ويكفلونهم بالأكل والشرب وعرفت هذه العادة باسم _المعروف_ ومعناه أن يتكلف أحد أفراد القبيلة تطوعا منه بتوفير الأكل لهؤلاء الطلبة طلبا من وراء عمله الدعاء له ولوالديه فعندما يحين وقت الاكل يتوجه الطالب الى بيت الاسرة التي تكلفت باطعامه في فترة دراسته فيحضر كل طالب من بيت من تكفل باطعامه طعامه ويضعونه على بساط صنع من الدوم له يدين لحمله من الجانبين ويتشاركون الطعام فيما بينهم ومابقي من الخبز يضعونه في كيس ويعلقونه بالسقف لكي يعود له الطالب في وقت جوعه اما الفقيه فلا يدخل في هذا الوضع فكل يوم يتكلف بيت من أهل الدور بتوفير المئونة للفقيه وتسمى _بالنوبة_ ومعنها ان يتكلف كل بيت بتوفير الطعام للفقيه واحضاره للمسجد وهو شرط يشترطه الفقيه على القبيلة بتوفير طعامه وهذا باب من أبواب التكافل الاجتماعي واستمرار لسلسلة التعلم بالمساجد العتيقة فتجد الأسر تتسابق لتوفير أحسن طعام لطلبة العلم ويقيمون دورا خاصة للسكن توجد بالمسجد نفسه والبناء من طين مع سقف ولا بأس بوصف مسجد فراوة وهو دوار تابع لجماعة عين دريج جهة وزان العتيقة ويتكون المسجد من قاعة للصلاة وقاعة صغيرة لتدريس الطلبة مع فناء يستعمل كفضاء للدراسة أوقات الصيف مع سكن للطلبة ومسكن خاص بالفقيه يستعمله الفقيه إن كان غريبا عن المد شر أو ليس له بيتا ليقيم به وان كان له سكن بنفس المد شر يستعمل كمكان يجتمع فيه الفقهاء من الدوار أو المد اشر المجاورة في جلساتهم ومناقشاتهم في أمور الحياة أو الفقه من خلال طرح مسائل فقهية أو تلاوة آيات قرآنية أو أمداح نبوية , والهدف من الوصف للمسجد واهتمام الساكنة بالفقيه والطلبة مع الإشارة للرغبة الأكيدة لأهل المنطقة لتعليم أبنائهم , يبين جليا اهتمام أهل هذه المنطقة بالفقهاء والعلم رغم الظروف القاسية للعيش فما بال أطفالنا اليوم ينعمون بالخيرات وقربنا لهم كل بعيد وجعلنا ما يتمنون بين أيديهم ورغم ذلك لا نلمس نفس الروح الدافعة للتعلم رغم صدور قوانين بتعميم التمدرس وتوفير المدارس أليس هذا بالعجيب ومن التناقض عندما نقارنه بظروف الأجداد حتى كان الطفل لا يأكل حتى يشبع ولا يرتدي من الثوب ما يرد عنه البرد وقد تجده حافي القدمين ويقطع الطريق الموحل أو الوعر الطويل رغم صغر سنه حاملا لوحه متسلحا بإيمانه القوي في التعلم فهل كان والده مهندس تربية أو دارسا بكلية علوم التربية ؟
ينقصنا نحن الإباء حديثا العودة إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وقال من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا للجنة. كان اهتمام ساكنة بني مزكلدة بدراسة القران وفق قراءة ورش عن نافع وهو علم ضروري يبدأ به الطالب من سن مبكرة حتى يتمرس على قراءة القران ورسمه قبل الانتقال للعلوم الفقهية فالقران الكريم الكتاب المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم المعجز في لفظه المتعبد بتلاوته به من العلوم ومن الإرشاد وبيان الأحكام أمورا كثيرة وعديدة صالح لكل زمان ومكان ونحن من تركنا البحث والتحصيل والتفاني في دراسة أمور الشرع وفهم النصي الإلهي. و هو قصور منا لأننا صراحة لم نحفظ كلام الله ولم نفتح ما جاء فيه من علوم وإرشاد وإحكام وانبهرنا بعلوم الغرب وتقنيته المتطورة ونحن نملك كنزا هو القران الكريم لو علمنا ما به وتفقهنا في علومنا الإسلامية العربية لكنا أول الأمم رقيا ومسايرة لتطورات ومتطلبات العصر يقول والدي أطال الله في عمره في نضمه مبينا ما أصبح عليه حالنا اليوم من عزوفنا وانشغالنا عن القران
كتابك الذي لنا جعلته ______ نبراسا نهتدي به تركناه
حللنا ما حرمه ومنعنا _____ شرعك بيننا ما به اقتنعنا
ترنمنا به على الشرائط____وأصبح حليتا لكل حائط
على موتانا تلوناه بائعين ____ ثوابه بالمائة والمائتين
الحمد لله الذي قد حفظه____ ولم يحرف كالإنجيل والتوراة
من شاء امن ومن شاء كفر____ فربنا الغني إليه المستقر
إنما الحق يقال الرغبة في التعلم ليس إجبار للأبناء بالضرب أو إعطاء الوعود والتمني إنما التعلم برغبة نفسية يزرعها الوالدان كثمرة في الطفل تنمو لتجعل الطفل يرى في العلم مخرجا له نحو حياة أفضل ليسعد نفسه بنعمة العلم فيكون منتجا لنفسه ومنتجا لمجتمعه وهي راحة نفسية لا تستقر شخصية الإنسان إلا بالشعور بهذه الراحة بالتفقه في العلم ومجالسة العلماء ما بال شبابنا قد انشغل عن حفظ القران والتفقه في العلوم الشرعية بحجة أن هذه العلوم أصبحت لا تواكب العولمة والعصر وهو قياس خاطىء ونرد عليهم في هذه المسألة بقولنا إن كل علم حديث فالأصل فيه أساس بنائه وتسلسله التاريخي ومادته الأولية هو القديم من العلوم. فما وصلت إليه الفيزياء النووية الآن هي مسيرة تاريخ تعود في أساسها إلى علم الفيزياء القديمة وكل جديد من العلم له قديم وله تسلسل في الوصول للنظرية وتطورها من خلال التجربة والاكتشاف. وليست العلوم الشرعية بنفس قياس العلوم الإنسانية إنما استخراج الأحكام الفقهية شرطها الإلمام والفهم الدقيق لعلوم السلف الصالح وجعل الحجة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ولا يمكن الوصول إلى هذا إلا عن طريق أخد العلم الشرعي من أمهات الكتب ومن رجال ثقة عرفوا بورعهم وعلمهم وحسن سيرتهم وان كان الشباب يطالب بتطوير الفقه الإسلامي فعلينا أولا أن نعلم معنى التطور فهو في اللغة على معنيين تطور بمعنى الامتداد والنمو وان كان هذا هو معناه عند الشباب المسلم فهو صحيح فرحاب العلوم الشرعية تتسع لهذا الامتداد ونحن نعلم الإرث الكبير الذي تركه العلماء في علوم عدة هي تواكب كل زمان ومكان وعدم إقبال شبابنا على هذه العلوم لانشغالهم بأمور الحياة الاقتصادية و الرفاهية وصعوبة فهم هذه العلوم بمستواها اللغوي والمنهجي في تعاملها مع النوازل والأحكام وانشغالهم بالاختصار وسرعة البحث دون مجهود أو سهر الليالي فأهمل الشباب هذه العلوم الشرعية وان كان قصدهم المعنى الثاني من تطوير العلوم الشرعية بالتعدي ومجاوزة الحد والخروج عن هذه العلوم فان العقول السليمة المؤمنة متفقة انه لا يجوز ولا يحق لان الأحكام الشرعية محددة وفق النص الإلهي والسنة النبوية وهي علوم تحتاج الحجة والدليل وليس فقط تحريك العقول واستخدام الحواس وأشير أن قصدي من معنى الامتداد في تطوير العلوم الشرعية ليس بالزيادة أو الإضافة إلى الدين أو إلى الشريعة إنما خلق برنامج تعليمي يواكب منهج الشباب النفسي والاجتماعي وفق دراسة تنطلق من محيطه المغربي الخاص حتى يتسن لنا وضع برنامج تعليمي في العلوم الشرعية وفق تبسيط اللغة وإعطاء العبرة وتوفير كتب تتوافق ولغة العصر والنوازل الجديدة والمتغيرات العالمية والحمد لله الذي جعل القران صالحا لكل زمان ومكان ,وجدت في الموطأ
كتاب العلم في باب ما جاء في طلب العلم _حدثني عن مالك انه بلغه أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال ,بابني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك .فان الله يحيي القلوب بنور الحكمة .كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء اه.
فمن منا يوصي أولاده بمجالسة الأساتذة والعلماء ؟
كان للفقيه قديما مكانة اجتماعية ووظيفة تعليمية وأخرى إرشادية بل قاضيا في أمور تتعلق بالزواج والطلاق والنفقة والإرث و الخلافات حول ملكية الأرض وكان عمله ميدانيا بخروجه لتفقد أحوال المتخاصمين في بيوتهم والصلح بينهم فكان علم الفقيه تطبيقا في الواقع ومعايشة ورضي الله عن عائشة أم المؤمنين عندما وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان قران يمشي بين الناس فمعلم القران للصبيان يتحلى بأخلاق القران فتجد الفقيه مسرعا للخيرات مصلحا بين الناس وليس دوره فقط في الوعظ دون الإرشاد العملي لساكنة القبيلة فجعلت له القبيلة موقع الصدر في إعطاء الحكم والالتزام به بين أفراد ها.
وكان أهل القبيلة لا يلجئون للمخزن إلا في أمور من الصعب حلها من طرف الفقيه او تخرج عن سلطته التي منحته أيها القبيلة ولا يتم اختيار الفقيه إلا بموافقة الأغلبية من ساكنة الدوار ويتكلفون بإطعامه وتوفير الماء للشرب والوضوء بل يقدمون له أجرا على وظيفته الاجتماعية وعمله بالمسجد يسمونه_ الشرط _وهو كعقدة عمل بين الفقيه والقبيلة يلتزم بها أهل القبيلة بتقديم نسبة من محصولا تهم الفلاحية عند انتهاء كل موسم فلاحي للفقيه وفق الاتفاق المبرم بينه وبين أهل الدوار وهو الأجر الوحيد الذي يحصل عليه الفقيه سنويا مقابل عمله الجليل و تعدد وظائفه فهو مدرس للصبيان و يحل مشاكل أهل الدوار وإمام مسجدهم وخطيبهم . ولم ترد من الفقهاء القدامى شكاية من هزالة أجورهم أو ما يحصلون عليه مقابل خدماتهم وذلك لقناعتهم بما رزقهم الله وسعيا منهم لنشر تعاليم الإسلام وتكوين خير خلف لخير سلف .
سمعت عن جدتي رحمها الله مسألة طريفة انه عندما يولد المولود ويكون ذكرا أول شيء تفعله ألام عندما يسقط ما بقي من الحبل السري بالصرة تقوم بدفنه قريبا من المسجد بالدوار وهذه العادة تبين رغبة ألام في أن يصبح ابنها فقيها وعندما يصبح في سن الرابعة أو الخامسة تحمله للمسجد باللين وتأخذ معها طبقا من السمن أو البيض ليأكل طفلها صحبة الطلبة وهي مرحلة تحبب فيها ألام لطفلها الجلوس بحلقة العلم والسماع من الشيخ فمشاركة الطعام بين الطلبة هي نوع من التحبب والتقرب بينهم كأنهم يدا واحدة وان همهم واحد هو تعلم العلم والوصول إلى مرتبة الفقيه
فمن يدرس هذه العادات القديمة يدرك رغبة الآباء في تعليم أبنائهم وهذه الطقوس ليست من باب الاعتقاد إنما الأصل فيها حرقة الأمهات على تعليم أبنائهم حتى يفخروا بهم بين أهل الدوار والمد اشر أخرى وتشريفا لبيتهم وهي قيمة للعلم لا للشخص ورحم الله أمهات المسلمين أجمعين وهاهي أم إمامنا مالك بن انس رضي الله عنه بعد وفاة والده حملته صغيرا إلى العلماء وجلس بمجالسهم ليتفقه في العلوم ويا خد من أفواه الرجال ومن فطاحل العلماء بالمدينة ولزم الجلوس بحلقة العلم و الأخد من علماء عظام كابن هرمز فرحم الله أمه فلها الفضل في خلق الرغبة في التعلم في إمامنا رضي الله عنه والسعي إلا النهل من العلوم فرزقه الله فتحا عظيما ووصلنا منه العلم الكثير ونحن على مذهبه من التابعين ,
أما عن تعليم النساء فلم يسبق لي أن سمعت عن تفقههن في جهة بني مزكلدة فالقبائل المزكلدية عرفت بمجتمع رجولي فيه القوامة للرجل فهو من يعول الأسرة ويوفر لهم لقمة العيش وهو من يدخل مجال التعلم ولا ننكر أن بعض النساء بمنطقة بني مزكلدة قد حفظن بعض الآيات من القران الكريم وبعضا من الأمداح التي كانوا يتغنون بها في حفلاتهم وعرف نساء هذه المنطقة بطاعة الأزواج و الآباء ويتزوجن في سن مبكرة فلم يهتم الأجداد ببني مزكلدة بتعليم البنات قديما ومنهم من كان يقول البنت للزواج ,اشتغلت المرأة في مجال الفلاحة والرعي إلى جانب الرجل وجلب الماء والحطب وتربية أبنائها ورغم تعدد المهام والوظائف في محيطها إلا انك لن تسمع منها سخطا على واقعها أو تعبا أو كللا في القيام بمهامها الروتينية اليومية وهو الجانب السلبي في الاقتصار على تعليم الذكور دون الإناث في العالم القروي قديما ----------
طريقة التدريس في المساجد قديما بجهة بني مزكلدة.
1_ اليوم الأول بالكتاب ومرحلة التحناش والقراءة بالسرابة.
كان طالب العلم الصغير يدخل في سن مبكرة للتعلم بالمسجد بين أربع أو خمس سنوات وكان أول ما يقبل عليه بالتحصيل والدراسة معرفة الحروف وطريقة كتابتها من خلا ل رسمها وتقفي الخط المرسوم على اللوح من طرف الفقيه أو الشيخ في المرحلة الأولى عن طريق ما يسمونه بالتحناش حيث يخط الشيخ للطفل مجموعة من الخطوط ويقوم الطفل بتقفي الشكل المرسوم بلوحه حتى يستأنس بالكتابة على اللوح واستعمال مادة الكتابة الصمغ والقلم المصنوع من القصب وهي مرحلة مهمة في إدراك الطفل للمحيط التعليمي الذي يتشكل من طلبة العلم في مختلف الأعمار وكل يحصل حسب قدرته العقلية وما فتح الله عليه من فهم واستعداد فطري للتعلم ويستمر الطفل على هذه الحالة التعليمية التعليمية حتى يصل إلى مرحلة النطق بالحروف عن طريق السمع من شيخه مباشرة أو من خلال اختيار الشيخ لطالب عرف بتحصيله الجيد ونباهته وحسن سيرته فيقوم بدور الوسيط بين المادة التعليمية بتعليم الطلبة الجدد نطق الحروف ولا حرج في العودة للشيخ إذا لم يتوفق الطفل في تعلم الحروف وكان العقاب في هذه المرحلة رادعا عن طريق الضرب على الأرجل وهي طريقة معروفة في عقاب المتعلم وكانت لها نتائج ايجابية لا ننكرها ولا ندعوا من خلال هذا البحث إلى العودة لنفس طقوس العقاب التي سلكها الشيوخ رحمهم الله . والطفل يتعلم من الطفل في الكتاب وهي طريقة حديثة وردت في علوم التربية الحديثة من خلال خلق وضعيات للتعلم يكون قطبي عمليتها التفاعل بين المتعلمين ويبقى المربي موجها ومنشطا للعملية التعليمية دون تدخل منه في العملية التفاعلية التعليمية إلا للإرشاد والتوجيه وصدق من قال خير من يعلم الطفل قرينه والقرين بالقرين يقتدي
نجد هذا المسلك التعليمي التقليدي من خلال نتائجه فعالا من خلال سرعة التحصيل وجودة التعلم حيث يكون الطفل قد تعلم كيفية أخد القلم والكتابة على اللوح بكيفية سهلة ستساعده بعد مرحلة سمع نطق الحروف وحفظها صوتيا إلى الوصول إلى مرحلة الكتابة لحروف الهجاء من خلا ل تحديد الفرق بين الحروف حسب النقط فينطق الحرف ويحدد هل به نقط أم لا مع تحديد عددها كقوله الباء نقطة واحدة تحتها فإذا أدرك الطفل الفرق بين الحروف في وضعها ونطقها مع حفظها تمكن من الكتابة على لوحه ولا يشرع في كتابة القران نقصد الآيات وفق ترتيب المصحف إلا بعد أن يكون الفتح على يد الفقيه بكتابة الفاتحة على لوحه وهي مسألة عرفت عن بعض الفقهاء وكأنها نوع من البركة ليفتح الله عليه أبواب العلم والتفقه ويحفظ الطالب القران بطريقة تسمى السرابة وهي القراءة المسترسلة دون وقف مع تبيان الحركات في آخر الكلمة وهو استكمال لمرحلة ضبط الحروف نطقا ورسما وشكلا مع ضبط الحركات وبناء الجملة في اللغة العربية وكأنها مرحلة تمهيدية يكسب بها الطالب مجموعة من الصيغ البلاغية والتراكيب واللغوية والنحوية من خلال الجمل دون علمه بقواعد اللغة العربية وهي مرحلة لا يصل إليها الطالب إلا بعد حفظ القران حفظ صدر وتمكنه من قواعد القراءة وفق قراءة ورش وهي القراءة المشهورة في جهة بني مزكلدة وقد سمعت بعضا من الطلبة ونقصد بهم طلبة العلم في الكتاب انه كان من الفقهاء من يقرأ بقراءة حمزة وهو بحث سنفتحه إن شاء الله عندما نصل إلى باب نوع القراءة والرسم للقران ببني مزكلدة
ويكتب الطالب كل يوم الثمن أو الربع إلى أن يصل إلى نصف حزب وتقسم جهة اللوح إلى واجهتين الأولى بها ما عليه حفظه واستظهاره على شيخه بعد صلاة الظهر والجهة الثانية كتب عليها الثمن الجديد الذي وجب حفظه للغد ومن الطلبة من رزقهم الله حفظا سريعا وكان من المقربين لشيخ فكلما كان الطالب سريع الحفظ والبديهة والفطنة كلما زادت محبته لدى الشيخ وزاد علمه وتوسع معه الفقيه بل كان أسرع للتحصيل من باقي زملائه وأصبح مساهما في العملية التعليمية من خلال مساعدة الشيخ في تعليم الطلبة الجدد نطق الحروف والكتابة على اللوح
ويقوم الشيخ بتصحيح ما كتبه الطلبة من شكل الحروف والرسم دون الخوض في علم التجويد وهو علم سيأتي وقته بعد تمكن الطالب من حفظ القران حفظ الصدر وتضح لنا من خلال تصحيح الفقيه إلمامه بعلوم القران كرسمه وكيفية نطق الحروف وضبط مخارجها مع النحو والإعراب_انظر باب الفقهاء ومركزهم التعليمي حسب تحصيلهم وعلومهم وشهرتهم بين أهل العلم _ علما أن كتابة الآيات القرآنية على اللوح في البداية تكون كدرس الإملاء وهو تقويم لمرحلة تعلم الحروف وربطها لتكوين الكلمة تم الجملة وهي طريقة الجزء للوصول إلى الكل فمعرفة رسم الحرف ونطقه وتحديد الفرق بين النقط ومكان وضعها بالحرف توصل الطالب عن طريق سماع الشيخ وهو يملي عليه بعض الآيات إلى استحضار ما درسه في مرحلة تعلم رسم الحرف ونطقه فيكون التقويم وفق الحصيلة مما كتبه الطالب على لوحه وهي مرحلة تصفية الأخطاء اللغوية والإملائية وفق الرسم في المصحف العثماني إلا أن هذه الطريقة أراها غير ناجحة في إدراك الفرق بين التاء المربوطة أو المبسوطة _مثلا_ في بعض الكلمات أو ما يخص الألف المقصورة والممدودة مما يشكل على الطالب إشكالية فهم قواعد الإملاء في الكتابة فيعتمد الطالب الحفظ في كتابة بعض الكلمات وفق رسمها بالمصحف العثماني بسؤال الفقيه أو من هو ابرع منه أو متقدم عليه بالتحصيل وهي إشكالية عرفتها المدارس العتيقة الدينية من خلال الحفظ دون الإلمام بقواعد الإملاء في اللغة العربية وأرى انه من المستحسن لو تم تدريس بعض القواعد الاملائية الاولية للغة العربية في مرحلة السرابة حتى يتمكن الطالب مستقبلا من فهم قاعدة الالزام بالرسم في كتابة الايات وفق خاصية رسم الحروف بالمصحف العثماني, وأن هناك قواعد املائية تخص اللغة العربية وليست قاعدة وأسا للقياس بقواعد اللغة العربية على الرسم بالمصحف العثماني , بل نلتزم بالرسم في المصحف العثماني ولو خالف المعروف في مادة الاملاء في اللغة العربية , اخبرني والدي أطال الله في عمره أن هذه الحالة من عدم الضبط الإملائي لبعض الكلمات تنبه لها الفقهاء قديما ووضعوا لها بابا لإحصاء بعض الكلمات وكيفية كتابتها بالرسم العثماني من خلال تنبيه الطالب إلى كيفية الرسم والكتابة الإملائية لبعض الكلمات الواردة في بعض الايات عن طريق فصوص تكتب أسفل اللوح في الواجهة التي كتب بها الثمن او الربع للحفظ كالهامش يحفظها الطالب حتى لا يختلط علية رسم الكلمة وفق ما جاء في المصحف الشريف ففي بعض الآيات يجد_ فيما_ تكتب هكذا _في ما_وفي آيات أخر تكتب متصلة_ فيما_فيقوم الفقيه بتحديد مواضع رسم الكلمة أو الحرف وفق وجوده في السورة وكيفية رسمها في المصحف مما يسهل على الطالب تقنية الحفظ الصحيح للرسم دون إلمامه بالقاعدة الإملائية فيما يخص مثلا التاء المبسوطة أو المربوطة وهي تطوير لملكة الحفظ دون ملكة الفهم فهم القاعدة الإملائية واستخراجها للقياس عليها في المتداول والرصيد اللغوي للطالب مما يجعل المتعلم أمام إشكالية الخطأ الإملائي في التعبير الكتابي بل هو عاجز على توظيف الكلمات في التعبير الكتابي ككتابة رسالة أو تعليق فهو أمام الرسم في القران الكريم والقاعدة الإملائية فيكتفي الطالب بالسمع من الشيخ وفهم رسم الكلمة دون الإلمام بشروط الإملاء وقواعده في اللغة العربية نحو رحمت بالتاء المبسوطة تكتب في سبعة مواضع بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وبالروم وبالزخرف وكلمة نعمت كتبت بالمصحف بالتاء المبسوطة في احد عشر موضع بأخر البقرة وال عمران والعقود وثاني إبراهيم وثالثها وثاني النحل وثالثها ورابعها وفي لقمان وفاطر والطور فإذا طلب من الطالب كتابة هذه الكلمة الرحمة في جملة أو تعبير كتابي قد يكتبها بالتاء المبسوطة في الجملة أو قد يكتبها بالتاء المربوطة دون علمه بالقاعدة الإملائية أن التاء المربوطة تكون في الأسماء فقط كقولك رحمة ونعمة وحياة ,وتنبه الفقهاء المدرسون بالمساجد لهذه الإشكالية فجعلوا للطالب نصوصا تكتب بأسفل اللوح تبين للطالب مواضع كتابة بعض الكلمات على الشكل الموجود بالمصحف حسب رسمها وهو حث على إتباع الرسم عن طريق ما نقله العلماء من رسم المصاحف فنثبت الرسم ونحذف ما حذف منه وفق ما نقل إلينا في المصحف وفق الخط العثماني وهو التزام التزمه السلف من فقهاء بني مزكلدة ودرسوه وفق هذا الشرط بإتباع الرسم فيقف مثلا فيما رسم بالتاء المبسوطة تاءا ويقف على ما رسم تاءا مربوطة هاءا ونجد بكتاب النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في اصل المقرا الامام نافع للعلامة الشيخ سيدي إبراهيم المرغيني المفتي المالكي بالديار المصرية في فصل وكن متبعا متى تقف سنن ما اثبت رسما أو حذف ثم قال
واسلك سبيل ما رواه الناس ____ منه وان ضعفه القياس
ومعنى البيت في قوله الالزام على إتباع الرسم وفق ما رواه العلماء من رسم المصحف وان كان ضعيفا في قياس أهل العربية فالرسم بالمصحف سنة متبعة كالقراءة وكان الطالب يأخذ من الفقيه النص القرآني وفق سماع الشيخ من أستاذه وهكذا السلسلة بالا خد من القول من أفواه الرجال فنقل العلم كان شفهيا عبر مسيرة التعلم ولم تكن الكتابة لهذه العلوم بشكل كبير لقلة الورق واشتغال الطلبة بالسمع والحفظ دون التدوين إنما عقولهم تستوعب كل المنطوق من الشيخ ويلتزم به دون تدخل أو تعليق من الطالب إلا حق السؤال في مسألة تتعلق بالرسم أو القراءة والوسيلة الواحدة المستعملة هي اللوح دون سند أخر للكتابة فلا ورق ولا دفاتر إنما يكتفي الطالب بما كتب في اللوح مع قلة المراجع بالمساجد قديما وندرة الكتاب والتعامل معه صعب للغاية يتطلب التعرف على منهج الكتاب فلغة كتابتها تخاطب المتمكنين من العلوم الشرعية واللغة العربية وتصقل علومهم وتذكرهم بما نسوه من قواعد وضوابط فلا قدرة لطالب العلم في هذه المرحلة أن يطالع الكتاب أو المرجع ورغم ذلك المرجع لا يغنيك عن الشيخ وسيأتي باب لتناول الكتاب كمرجع للطالب بعد مرحلة التفقه في علوم شرعية ولغوية
2_ مرحلة السلكة الثانية بعد حفظ القران بطريقة السرابة
بعد أن حفظ الطالب بطريقة السرابة والتي وضحناها سابقا في المرحلة الأولى من التعلم بالمساجد العتيقة وصلنا إلى المرحلة الثانية وهي السلكة الثانية في حفظ القران وهي تختلف عن الطريقة الأولى فالطالب ألان أصبح حافظا لكتاب الله حفظ صدر ,تام الحفظ, بعد أن أجازه شيخه في حفظ القران عن قلب ظهر وعرفت هذه المرحلة بطقوس خاصة كالاحتفال بالطالب وإعلام أهل الدوار والمدا شر المجاورة عن طريق حفل ببيت أهل الطالب الحافظ للقران يجتمع الطلبة والفقيه في حفل يردد فيه الطلبة بعضا مما حفظوه من القران وذكر الأمداح النبوية والاستماع إلى دروس الوعظ من الشيخ وقد يحضر هذا الحفل بعض الفقهاء من دواوير مجاورة اشتهروا بتجويد القران وتدريس الفقه وهو تشريف لطالب العلم وتشجيعا له على الاستمرار في تحصيل العلوم فيشعر الطالب بوظيفته وقيمته في وسط الجماعة وهو تحفيز يدفع الطلاب إلى الاجتهاد وتقفي اثر زميلهم وهذه الحفلات تشبه حفلات التخرج الخاصة بالطلبة حديثا وتسمى هذه الحفلة _ الصدقة_ وهو حفل يجمع ساكنة المدشر ويكرم فيه الطالب ويشرف الشيخ وهناك طقوس أخرى تقوم بها عائلة الطالب بعد حفظه للقران في السلكة الأولى وهي إرسال _المعروف_ إلى المسجد وقد يكون على شكل قالب من السكر مع الشاي ونعلم ندرته في هذه المرحلة التاريخية القديمة وما يرمز له الشاي من قيمة التعظيم والمشاركة الاجتماعية حتى نضم أهل هذا الزمان قصائد في مدح الشاي وجعلوه رمزا للحفلات والكرم وتشارك المناسبات الاجتماعية واهتم الفقهاء في بني مزكلدة بتحفيز طلبتهم على التحصيل وعلموا ما فيه من بالغ الأثر الطيب في نفوس الطلبة وكذلك الآباء ومن الطقوس المعروفة عندما يكمل الطالب حفظ نصف الحزب من سورة البقرة وغالبا في هذه المرحلة يكون سن الطالب صغيرا لا يتجاوز ستة أو سبعة سنوات فهو يحتاج للتحفيز ولدافع نفسي يشعره بقيمة ما حفظه وما وصل أليه من درجة التشريف فيشتري له والده ثوبا جديدا ويكرمه ببعض القطع النقدية ويتكرم الأب بإرسال وليمة للمسجد ليكرم الطلبة والشيخ , مع الأسف هذه المظاهر من الاحتفالات بالطلبة لم تستمر في بعض المد اشر حديثا وانقطعت مجموعة من هذه الطقوس وتغيرت أحوال الناس حتى أصبحنا نرى بعض الأطفال من طلبة العلوم الشرعية في المساجد يجوبون المقاهي لطلب الصدقة من الناس وكم يحز في نفسي عندما أرى بعض من هؤلاء الأطفال وهم يحملون ألواحهم وقد كتب عليها بعض من الآيات القرآنية يتسولون في الشارع ويستعطفون الناس بطلب الصدقة حتى يتمكن من السفر إلى أهله أو متابعة علمه أليس من الحسرة قول هذا بينما كان الطالب مشرفا يسارع الناس إلى إكرامه وتوفير المئونة له قديما ؟
ونشير إلى مسألة حفظ القران فنقول أنها تختلف من طالب لأخر حسب استعداده للحفظ وفطرته في التعلم والوسط الذي ينتمي إليه فمن الطلبة من أتم حفظ القران في السلكة الأولى في سنه العاشرة ومنه من يحفظه في سن السادسة عشر ونرجع هذا الاختلاف في مدة الحفظ بين الطلبة إلى أسباب منها طبيعية خلقية بيو لو جية الأصل فيها ما خلقه الله في بعض الأشخاص من ملكة التعلم والانشغال بالعلوم والذكاء فرزقه الله ذاكرة قوية وعقلا مستنيرا يسجل كل ما يسمعه من شيخه في ذاكرته من السماع الأول للثمن من السورة وما إن ينبهه شيخه لمسألة في القراءة أو موضعا لرسم حرف من كلمة بالسورة إلا وتجد المعلومة قد سجلت بعناية وتركزت في ذاكرة الطالب , فالله قد خص بعض الناس بسرعة الحفظ والضبط .وهو سر من أسرار الله في عباده وخصهم بكرمه بحفظ القران الكريم فهم حملته وحماته وحفظته حفظهم الله بما حفظ الذكر الحكيم . ومنها أسباب عقائدية دينية تتجلى في تعلق الناس بحفظ القران لأنه كلام الله سبحانه وتعالى والسعي للتفقه في الدين وعملا بحديث رسول الله _من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين _ ومنها أسباب اجتماعية الحصول على لقب الفقيه .ونعلم ما لهذا الأخير من مركز ومكانة اجتماعية نافدة في مجتمع القبيلة .
في مرحلة السلكة الثانية أصبح الطالب في مرحلة إعادة الحفظ مع الضبط التام و الالتزام بعلم التجويد وهو علم سيتمكن بواسطته الطالب النطق الصحيح للكلمات القرآنية وفق ضوابط وقواعد قراءة القران . فمعنى التجويد في اللغة هو التحسين والإتقان فان قلت جودت الشيء بمعنى أتقنته وحسنته ,
يقوم الطالب بإعادة قراءة القران مع إعطاء كل حرف من القران حقه مخرجا وصفة فيتجنب كل عيوب اللحن وهذه العملية تتم بإشراف فقيه متمكن في علم التجويد وقد يضطر الطالب الذي حفظ القران بطريقة السرابة إلى السفر لطلب هذا العلم في مد اشر أو قبائل أخرى .إذا لم يجد بدواره من يدرسه علم التجويد فيمنحه معلمه للقران_ بطريقة السرابة_ رسالة يتوجه بها الطالب إلى فقيه أخر اشتهر بعلم التجويد وهذه الرسالة تقوم مقام الشهادة التعليمية والتي تبين إكمال الطالب لحفظ القران بطريقة السرابة وانتقاله إلى مرحلة الإتقان والتحسين عن طريق دراسة علم التجويد على يد من اشتهروا وعرفوا بهذا العلم ببعض القبائل وقد اشتهر بعض فقهاء وقراء بني مزكلدة بإتقانهم لهذا العلم الجليل بقراءتين قراءة ورش وهو عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أبو رؤيم ويقال له أبو نعيم ويقال أبو الحسن وقراءة حمزة بن حبيب بن عمارة ابن إسماعيل وهذه الأخيرة لم يدرسها كل الفقهاء إلا قلة منهم علما أن قراءة ورش عن نافع كانت أساس قراءتهم للقران ولم نسمع عن فقيه مزكلدي انه تعلم قراءة حمزة فحسب فالطالب يدرس قراءة ورش عن نافع فيتقنها وبعد ذلك إن كانت له رغبة في التوسع في علم التجويد ينتقل إلى قراءة حمزة , قال إمامنا مالك بن انس رحمه الله _ قراءة نافع سنة _ وقال العلامة المحقق الشريف المقرئ المدقق ابن بري
من نظم مقرا الإمام الخاشع ____ أبي رؤيم المدني نافع
إذ كان مقرا إمام الحرم ____ الثبت فيما قد روى المقدم
وللذي ورد فيه أنه _____ دون المقارئ سواه سنة
فخوف فقهاء بني مزكلدة من الوقوع في عيوب اللحن دفعهم إلى دراسة علم القراءات والإتقان في تلاوة القران الكريم وصون اللسان عن اللحن في تلاوته حتى تميز بعض فقهاء بني مزكلدة بضبط اللحن الخفي الذي يقع على اللفظ ولا يغير المعنى إلا انه يخل بعرف القراء كترك الإدغام أو الاقلاب ونحو ذلك , فكان يتم تدريس بعض المتون مما نظم في علم التجويد كنظم ابن بري ورسم الحروف بالمصحف العثماني وكيفية كتابتها كما جاء في نظم الفقيه العلامة المحقق ابو العلاء سيدي ا دريس ابن عبد الله الودغيري طيب الله ثراه ونفعنا بعلمه وقد درس جدي هذا العلم على يد الفقيه العلامة محمد بن العربي المساري البقالي ودرسه جدي بدوره لطلبة العلم وعرف بإتقانه لعلم التجويد ومن المراجع التي كانت العمدة في باب تدريس علم التجويد وما زلت ليومنا هذا من المراجع الصحاح _ الدرر اللوامع في اصل مقرا الإمام نافع -وكتاب التوضيح والبيان في مقرئ نافع المدني بن عبد الرحمن _ كما ألف الفقيه العلامة محمد العربي ألمساري ألبقالي كتابا في شرح نظم العلامة المحقق عبد الله الودغيري سماه _ بهجة النظر والعيان في حل محمدة البيان_ لم ينشر إلى يومنا هذا نتوفر على نسخة مصورة منه بخط الفقيه محمد العربي بن سي عبد الله بن الفقيه القاضي الفراوي الصمدوني تعود لسنة 1353 هجرية .
إهداء PICT0008
الصفحة الاولى من كتاب بهجة النظر والعيان في حل محمدة البيان
للفقيه العلامة سيدي محمد بن عربي المساري البقالي
تاريخ نسخها 1353 هجرية
إهداء ثثث
نسخة مكتوبة بخط اليد بتاريخ 1352 هجرية من نضم سيدي ادريس بن عبد الله الودغيري
في هذه المرحلة يقوم الطالب بتصفية الاخطاء على مستوى الرسم والتلاوة الصحيحة وفق قراءة ورش عن نافع وقد تتطلب هذه المرحلة من الطالب مدة طويلة من الضبط والصبر فالكتابة بالخط العثماني مع دقة الرسم تتطلب مدة طويلة من التمرس والكتابة على اللوح والالتزام بنصائح الشيخ والعودة اليه في الامور المستعصية فيكتب الطالب الربع من السورة على لوحه ويصححه الشيخ ويسمعه له وعلى الطالب ان يكون متفطنا لكيفية النطق والوقف منتبها للشيخ في طريقة اخراج الحروف فيتوصل الطالب بديهيا الى تقنية معرفة مخرج الحرف ويعرف اول قاعدة وهي عليه ان يسكن الحرف بعد همزة الوصل او يشددها فحيث ما انقطع صوته كان مخرجه كقولنا _ اف- اق_ فيصبح الطالب مدركا ان كل حرف له مخرج مقدروهي مرحلة تعليمية ترتبط بالمرحلة الاولى لتعلم الحروف ونطقها والتي تكلمنا عنها سابقا . الا اننا نشير ان قبيلة بني مزكلدة اكثر سكنتها يقلبون القاف الفا عند نطقها وعرفت بعض المنا طق بترقيق الراء في نطقها وهناك مستملحة تقول من شرب من ماء بني مزكلدة اصبح من اهلها . ينظر الطالب الى شفتي الشيخ عند النطق وعليه ان يقلده. التعليم في هذه المرحلة اكتفى بالتقليد باتباع كيفية القراءة وليس معرفة القاعدة وهو امر نعيبه على هذه المرحلة باعتبار ان التعليم في المساجد العتيقة ركز على الاتباع والتقليد للشيخ دون التعليل لكن بعض الفقهاء تنبهوا لهذا وجعلوا للطلبة دروسا تبين للطلاب مخارج الحروف الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم ما نعيبه عن هذه الطريقة انها تعتمد التقليد وليس الفهم للقاعدة في التلاوة وهو علم غالبا يحصله الطالب عن طريق السمع فحسب وليس الوقوف على قواعد التجويد والتلاوة ودراستها مستقلة بل تكون تقليدا لكيفية نطق الشيخ المتوارث عن سلسلة التعلم من شيخ لاخر حتى انني وجدت بعض حفاظ القران قديما ان سألتهم عن سبب تلاوة كلمة او لماذا رقق الراء ولم يفخمها لا جابك هكذا نطقها شيخي فلان ولن يعلل بقاعدة التفخيم والترقيق لحرف الراء كقوله رجال_ فالراء ترقق لانها مكسوره وهي ترقق مطلقا مع الكسر سواء جاءت في اول الكلمة او في وسطها او في اخرها وارى ان الاستماع فقط للشيخ وتقليد نطقه ليس كافيا بل وجب استخراج القاعدة في القراءة حتى يفهمها الطالب ويقيس بها مستقبلا فبتعلم فن القراءة للقران ويتوصل الطالب الى معرفة اختلاف الفاظ الوحي المنزلات فتعلم الرسم والتلاوة للقران الكريم في المساجد العتيقة كان سماعيا لا يتعامل مع قاعدة التجويد والقراءة باستخراجها مما جعل كثيرا من الفقهاء يتنبهون لهذا العائق وجعلوا للطلبة دروسا مستقلة في علم التجويد والرسم بل منهم من نظم وألف فصوصا لمساعدة الطالب على فهم العلة والسبب في النطق او الكتابة وهذه المرحلة من الضبط لا يصل اليها الاقلة من الطلبة ولا يبحر كل الطلبة في هذا العلم وفنونه بل يكتفي الطالب قديما بحفظ القران من شيخه ملتزما بكيفية رسم ونطق الشيخ فبعد ان يجيزه شيخه في حفظ القران قد يفكر الطالب في الخروج للبحث عن الرزق عن طريق _الشرط_ في بعض المساجد وتعليم الصبيان وتحفيظهم القران الكريم بنفس مراحل تعلمه .
ولقد اهتم فقهاء بني مزكلدة بعلم التجويد فهو واجب ثبتت فرضيته بكتاب الله وسنة رسوله والاجماع قال سبحانه وتعالى _ورتل القران ترتيلا_ المزمل_ والحديث الشريف الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو داوود والنسائي والترمدي اقرا وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرا_ فمن ترك القراءة لغير عذر يعتبر عاصيا لله تعالى.
crazy-boy
crazy-boy
Admin

عدد المساهمات : 791
تاريخ التسجيل : 21/04/2009
العمر : 29
الموقع : www.mehdi-kacm.keuf.net

https://mehdi-kacm.keuf.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى